الأحد، 23 أكتوبر 2011

رسالة إلى ميمة



لاأدري لماذا يأتي القمر في بداية كل شهر
محتشما شاحبا خجولا وغير مضيء
ثم يبدأ في السطوع ويكبر كل ليلة
ليصل الى أوجه فيصبح بدرا ليلة اربعة عشر
ثم يعود الى الضمور ويختفي تماما ليترك
الظلام يقبع على المدينة البيضاء
مخلفا آهات وذكرى
هل أدركت  يابنت المدينة البيضاء
أيها القمر الشاحب الخجول يامن غبت
عن ليالينا الطويلة وخلفت ذكرى
قابعة في ركن من أركان ذاكرتنا الممزقة
أجيبيني يانسمة هاربة من نسمات البحر
أيتها الجميلة أيتها العبقة بسحر النشوى والشذى
أجيبيني أيتها الجميلة القابعة
في أعماق المدينة البيضاء
أيتها الساحرة الملونة بألوان قوس قزح
مرة تقبلين ومرة تدبرين
تعطينا أمل ثم تهزين هذا الأمل وتقضين عليه
أجيبيني أين نحن  وأي إحداثية نقطة
من المستوى هل نحن في المعلم المتعامد المتجانس
أم خارج مجال التغطية وخارج نطاق الزمان والمكان
ولم نعد في خارطتك
أجبينني ياابنة الجزائر البيضاء
فأنا أبحث عنك بين الأمواج
بين دفات الكتب وبين الأوراق وتعاليق القراء
سألت عنك في المنتديات
وبحثت عنك في محركات البحث كلها
ولم أجدك في خدمات البريد وهواتفها
أرسلت العيون والجواسيس
فلم يظفروا بك
وأخيرا اهتديت اليك
عن طريق البريد الإلكتروني
لكي ارسل لك بريدا عله يبرد
شوقا وحنينا اليك
وكتبت ميمة الفهيمة غائبة بين دروب المدينة
البيضاء
بين باب الواد أم هل أختطفت وارسلت مكبلة الى الأمير في بغداد
لتصلب نظير حبها لفلسطين
وكرهها للمغتصبين
والخونة والعملاء
فلتجيبين فلتجيبين
أم صلاح الدين والمعتصم تناشدين
فنحن ياميمة لم نعد رجالا
بل مجرد أخشابا تلبس سراويل ونولول كالنساء
ونبكي كما تبكي الخنساء رثاء وحزنا على ماض جميل كان يجمعها بأخيها صخر
أجيبيني ياميمة

أجيبيني


فقلبي ينشد لقاءك وأذني في شوق لسماع أخبارك
فلتجيبين فلتجيبين

أبو أحمد كمال من الجزائر العميقة في يوم
العاشر من مارس

في سنة من سنوات الضياع

هناك تعليق واحد:

  1. هذه السيدة كالقمر صحيح
    لكنها نجمة أكثر
    ببساطة
    لأنها دائما دائما موجودة لكنها ليست دائما ظاهرة للعيان
    هذه السيدة زهرة مثل قريناتها من نساء الأرض
    لكن هذه السيدة زهرة بأشواكها تؤذي أحيانا إن مدت يد عليها
    هذه السيدة كالفصول الأربعة لكن في يوم واحدة وليس طول السنة
    أعذرها فهي أحيانا لا تفهم تصرفاتها الصبيانية

    ردحذف