الجمعة، 7 أكتوبر 2011

مقتطفات

عزيزتي القارئة.. عزيزي القارئ، هذا المقال ليس لكم، وليس استظرافاً مني. ولكن أوجه هذه الرسالة لبشر لم يتكونوا ولم تنفخ فيهم الروح، أو أنهم ما زالوا في الأرحام أو أصبحوا في «اللفة».. المهم أن هذا المقال موجه لمن سيقرؤه بعد عقدين من الزمان.
أعزائي.. كاتبة هذه السطور وأقرانها قد يكون أغلبهم ودعوا الدنيا أو خرفوا، أوجه لكم هذه الرسالة لأنكم ولدتم في وقت عاش فيه عالمكم العربي أحداثاً غير مسبوقة سيحفظها لكم التاريخ، وتعرفون نتائجها الآن، أما في وقت كتابتي لهذا المقال فكل ما أستطيع أن أقوله لكم ما حدث حتى الآن وخذوه مني بصدق وسجلوه، وإن قرأتم ما يخالفه فأعلموا أنه تم تزييف التاريخ، وقد يأتي من يتهمني بالتزييف.
يا أبنائي.. كنا في عالمكم العربي نعيش وسط مجموعة متآلفة من الرؤساء لهم مصالح كالضمير المستتر، وسط تقسيم عالمكم العربي لعدة أقسام بين دول الشام والخليج والمغرب العربي، ولا أعلم هل المستجدات ستوحد الصف أم تغير أكثر، المهم أن العالم العربي في عام مولدكم كان كل يوم فيه بسنة، وكل شهر بعقد، وكثرت أهواله، حيث لم تعد تعني الناس كثيرا.
بدأت الأحداث مطلع عام 2011م، في تونس ولم تدم كثيرا، حين هرب زين العابدين بن علي، ولم يجد بعد أن طار يمينا وشمالا أي دولة أوروبية -رمى نفسه في أحضانها سابقا- أي استقبال، فهرب إلى جدة، وبقيت تونس طويلا بلا رئيس وما زالوا يؤسسون الأحزاب وكل طرف يرفض الآخر!
في مصر انطلقت الشرارة، وتجمع المصريون في ميدان التحرير، ولم تنفع معهم جِمَال حسني مبارك لردعهم، وظلوا مرابطين الليل بالنهار حتى أزاحوه، وهاجموا السفارة الإسرائيلية لأول مرة، وذهبوا بمبارك للمحاكمة، كما تعلمون وما زال يحاكم!
إبان أحداث مصر قامت مظاهرات البحرين، وتجمعوا في شارع عمر بن الخطاب الذي كان في وقتنا يا أعزائي يسمونه ميدان اللؤلؤة، وكانت التجمعات تتحرك بطلبات داخلية معممة بأجندات خارجية، فتدخلت دول الخليج لإيقاف تلك المخططات، وما زالت تلك الدولة المعممة تهدد إسرائيل «شكلياً» وتتحرش بدول الخليج!
وكذا قامت التظاهرات في ليبيا، على رئيس مخبول يسمى معمر القذافي، حكمها بكتاب أخضر بدون فهرس ولا أرقام، وكانت هكذا بلاده في عهده، حتى اختنق الليبيون وحاربوه ودخلوا إلى قصره، وهو يصرخ في المذياع بأنه قمع الأعداء، فهرب لمكان مجهول وما زال الثوار يلاحقونه، وهو على مذياعه يصدع بالشعارات وما زال!
وفي اليمن، كان علي عبدالله صالح يحارب المتظاهرين حتى أصبحت اليمن دويلات، ورفض كل المبادرات، وناور وداهن، فصعقوه بالصواريخ، وتعالج في السعودية، وعاد إلى اليمن، وكما تعلمون ما زال يناور!
أما في سوريا، فقامت الدنيا ولم تقعد، وحاربت قوى الصمود الشعب السوري، وقتلت الأطفال والشيوخ، ومثلت بالأمهات بعناصر كنا نسميها في وقتنا «الشبيحة»، ولم تتدخل القوى الخارجية الغربية، لأن وجود النظام البعثي فيه حماية لإسرائيل، وللأسف لم يولد لكم أقران في تلك السنة في سوريا، لأنهم حققوا حتى مع الأطفال في الأرحام وقتلوهم، وكل يوم يقتلون المزيد، ويجبرون العباد على السجود لصور بشار الأسد الذي ما زال!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق